{ ما يبدل } أي ما يغير { القول لدي } في ذلك أي لا خلف لوعيدي ، بل هو كائن لا محالة ؛ وقد قضيت عليك بالعذاب فلا تبديل له وقيل : هذا القول هو قوله : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ، ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها } ، وقيل : هو قوله : { لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين } ، وقيل : المراد بالقول هو الوعيد بتخليد الكافر في النار ومجازاة العصاة على حسب استحقاقهم ، وقال الفراء وابن قتيبة : معنى الآية أنه ما يكذب عندي بزيادة في القول ولا ينقص منه لعلمي بالغيب ، وهو قول الكلبي ، واختاره الواحدي لأنه قال : { لدي } ولم يقل : ما يبدل قولي قيل والمعنى لا تطمعوا أني أبدل وعيدي ، والعفو عن بعض المذنبين لبعض الأسباب ليس من التبديل فإن دلائل العفو في حق عصاة المذنبين تدل على تخصيص الوعيد ، ولا تخصيص في حق الكافر فالوعيد على عمومه في حقهم والأول أولى .
{ وما أنا بظلام للعبيد } أي لا أعذبهم ظلما بغير جرم اجترموه ولا ذنب أذنبوه ، وقال ابن عباس في الآية : ما أنا بمعذب من لم يجترم ولما كان نفي الظلام لا يستلزم نفي مجرد الظلم ، قيل : إنه هنا بمعنى الظالم ، كالتمار بمعنى التامر ، وقيل إن صيغة المبالغة لتأكيد هذا المعنى بإبراز ما ذكر من التعذيب بغير ذنب ، في معرض المبالغة في الظلم ، وقيل : صيغة المبالغة لرعاية جمعية العبيد من قولهم فلان ظالم لعبده ، وظالم لعبيده ، وقيل ظلام بمعنى ذي ظلم لقوله : { لا ظلم اليوم } وإذا لم يظلم في هذا اليوم فنفي الظلم عنه في غيره أحرى فلا مفهوم له ، وقيل غير ذلك ، وقد تقدم الكلام على هذا في سورة آل عمران وفي سورة الحج .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.