تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَسۡخَرۡ قَوۡمٞ مِّن قَوۡمٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُواْ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ وَلَا نِسَآءٞ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُنَّ خَيۡرٗا مِّنۡهُنَّۖ وَلَا تَلۡمِزُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَٰبِۖ بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ بَعۡدَ ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن لَّمۡ يَتُبۡ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (11)

لا يسخر قوم من قوم : لا يحتقر أحد منكم أخاه بذكر عيوبه وإظهار نقائصه . يقال سخر به ومنه ، هزئ به ومنه . القوم : شاع إطلاقه على الرجال دون النساء .

ولا تلمزوا أنفسكم : لا يعيب أحد منكم أخاه ، وعبّر بأنفسكم كأنهم جميعا نفسٌ واحدة فإذا عابَ المؤمن أخاه المؤمنَ كأنه عاب نفسَه .

يريد الله تعالى أن يكون المجتمع الإسلامي مجتمعاً فاضلا ، فأدّبنا بهذا الأدب الرفيع ، فلكل إنسان كرامتُه ، وهي من كرامة الجميع ، فإذا حصل ضرر لأي فرد فإنه ضرر للناس كلهم . لذلك ينهى الله تعالى أن يسخَرَ رجالٌ من رجال آخرين لعلّهم خير منهم عند الله ، أو نساء من نساءٍ لعلّهن خير منهن عند الله .

{ وَلاَ تلمزوا أَنفُسَكُمْ }

لا يعب بعضُكم بعضا بقول أو إشارة على وجه الخفية ، فإنكم أيها المؤمنون كالجسدِ الواحد إن اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى . وهذا حديث صحيح رواه مسلم .

{ وَلاَ تَنَابَزُواْ بالألقاب }

ولا يدعو بعضكم بعضاً بالألقاب المستكرَهة ، ولا تدعوا أحدا بما لا يحبّ من الألقاب القبيحة .

أما الألقاب اللطيفة التي تدل على معانٍ حسنة فلا مانع من استعمالها كما قيل لأبي بكر عتيق ، ولعمر بن الخطاب : الفاروق ، ولعثمان : ذو النورين الخ . .

{ بِئْسَ الاسم الفسوق بَعْدَ الإيمان }

بئس الاسم أن تُسمَّوا فاسقين بعد أن تكونوا مؤمنين . ومن لم يتبْ ويرجع عما نهى الله عنه فأولئك هم الظالمون الذين ظلموا أنفسَهم وغيرهم بعصيانهم أوامر الله .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَسۡخَرۡ قَوۡمٞ مِّن قَوۡمٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُواْ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ وَلَا نِسَآءٞ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُنَّ خَيۡرٗا مِّنۡهُنَّۖ وَلَا تَلۡمِزُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَٰبِۖ بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ بَعۡدَ ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن لَّمۡ يَتُبۡ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (11)

{ 11 } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }

وهذا أيضًا ، من حقوق المؤمنين ، بعضهم على بعض ، أن { لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ } بكل كلام ، وقول ، وفعل دال على تحقير الأخ المسلم ، فإن ذلك حرام ، لا يجوز ، وهو دال على إعجاب الساخر بنفسه ، وعسى أن يكون المسخور به خيرًا من الساخر ، كما هو{[801]}  الغالب والواقع ، فإن السخرية ، لا تقع إلا من قلب ممتلئ من مساوئ الأخلاق ، متحل بكل خلق ذميم ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم " بحسب امرئ من الشر ، أن يحقر أخاه المسلم "

ثم قال : { وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ } أي : لا يعب بعضكم على بعض ، واللمز : بالقول ، والهمز : بالفعل ، وكلاهما منهي عنه حرام ، متوعد عليه بالنار .

كما قال تعالى : { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } الآية ، وسمي الأخ المؤمن{[802]}  نفسًا لأخيه ، لأن المؤمنين ينبغي أن يكون هكذا حالهم كالجسد الواحد ، ولأنه إذا همز غيره ، أوجب للغير أن يهمزه ، فيكون هو المتسبب لذلك .

{ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ } أي : لا يعير أحدكم أخاه ، ويلقبه بلقب ذم يكره أن يطلق عليه{[803]}  وهذا هو التنابز ، وأما الألقاب غير المذمومة ، فلا تدخل في هذا .

{ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ } أي : بئسما تبدلتم عن الإيمان والعمل بشرائعه ، وما تقتضيه ، بالإعراض عن أوامره ونواهيه ، باسم الفسوق والعصيان ، الذي هو التنابز بالألقاب .

{ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } فهذا [ هو ] الواجب على العبد ، أن يتوب إلى الله تعالى ، ويخرج من حق أخيه المسلم ، باستحلاله ، والاستغفار ، والمدح له مقابلة [ على ] ذمه .

{ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } فالناس قسمان : ظالم لنفسه غير تائب ، وتائب مفلح ، ولا ثم قسم ثالث غيرهما .


[801]:- في ب: وهو الغالب.
[802]:- في ب: المسلم.
[803]:- في ب: بلقب يكره أن يقال فيه.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَسۡخَرۡ قَوۡمٞ مِّن قَوۡمٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُواْ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ وَلَا نِسَآءٞ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُنَّ خَيۡرٗا مِّنۡهُنَّۖ وَلَا تَلۡمِزُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَٰبِۖ بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ بَعۡدَ ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن لَّمۡ يَتُبۡ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (11)

{ يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم } الاية نهى الله تعالى المؤمنين والمؤمنات أن يسخر بعضهم من بعض { عسى أن يكونوا } أي المسخور منه { خيرا منهم } من الساخر ومعنى السخرية ها هنا الازدراء والاحتقار { ولا تلمزوا أنفسكم } لا يعب بعضكم بعضا { ولا تنابزوا بالألقاب } وهو أن يدعى الرجل بلقب يكرهه نهى الله تعالى عن ذلك { بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان } يعني إن السخرية واللمز والتنابز فسوق بالمؤمنين وبئس ذلك بعد ا لإيمان

 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَسۡخَرۡ قَوۡمٞ مِّن قَوۡمٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُواْ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ وَلَا نِسَآءٞ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُنَّ خَيۡرٗا مِّنۡهُنَّۖ وَلَا تَلۡمِزُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَٰبِۖ بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ بَعۡدَ ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن لَّمۡ يَتُبۡ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (11)

{ يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون }

{ يا أيها الذين آمنوا لا يسخر } الآية ، نزلت في وفد تميم حين سخروا من فقراء المسلمين كعمار وصهيب ، والسخرية : الازدراء والاحتقار { قوم } أي رجال منكم { من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم } عند الله { ولا نساء } منكم { من نساءٍ عسى أن يكنَّ خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم } لا تعيبوا فتعابوا ، أي لا يعب بعضكم بعضاً { ولا تنابزوا بالألقاب } لا يدعون بعضكم بعضاً بلقب يكرهه ، ومنه يا فاسق يا كافر { بئس الاسم } أي المذكور من السخرية واللمز والتنابز { الفسوق بعد الإيمان } بدل من الاسم أنه فسق لتكرره عادة { ومن لم يتب } من ذلك { فأولئك هم الظالمون } .