جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا يَسۡخَرۡ قَوۡمٞ مِّن قَوۡمٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُونُواْ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ وَلَا نِسَآءٞ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰٓ أَن يَكُنَّ خَيۡرٗا مِّنۡهُنَّۖ وَلَا تَلۡمِزُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَٰبِۖ بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ بَعۡدَ ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن لَّمۡ يَتُبۡ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (11)

{ يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم } ، القول للرجال خاصة{[4696]} ، { عسى أن يكونوا } : المسخور بهم ، { خيرا منهم } : من الساخرين استئناف علة للنهي ، واكتفى " عسى " بالإسم عن الخبر ، { ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن } : عند الله ، { ولا تلمزوا أنفسكم } : لا يعب بعضكم بعضا ، وإن عيب أخيه عيب نفسه ، أو لأن المؤمنين كنفس واحدة ، واللمز الطعن باللسان ، { ولا تنابزوا{[4697]} بالألقاب } : لا يدعوا بعضكم بعضا باللقب السوء والنبز مختص باللقب السوء عرفا ، { بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان } يعني : إن السخرية واللمز والتنابز فسوق ، وبئس الذكر الذي هو الفسوق بعد الإيمان يعني : لا ينبغي أن يجتمعا ، فإن الإيمان يأبى الفسوق ، أو كان في شتائمهم ، يا يهودي ، يا فاسق ، لمن أسلم فنهوا عنه ، وقال : بئس تشهير الناس بفسق كانوا فيه بعدما اتصفوا بضده ، { ومن لم يتب } : عما نهى عنه ، { فأولئك هم الظالمون }


[4696]:كما قال زهير: أقوم آل حصن أم نساء؟/12 منه.
[4697]:والتنابز بالألقاب عادات أهل الجاهلية، وبئس الصفة، والذكر الذي هو الفسوق بعد الإيمان يقال: طار اسمه في الناس أي: ذكره/12 منه.