تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{قُلۡ يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَسۡتُمۡ عَلَىٰ شَيۡءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُم مَّآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ طُغۡيَٰنٗا وَكُفۡرٗاۖ فَلَا تَأۡسَ عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (68)

الطغيان : مجاوزة الحد المقبول ، والظلم والإسراف والتجبر . { فَأَمَّا مَن طغى وَآثَرَ الحياة الدنيا فَإِنَّ الجحيم هِيَ المأوى } [ النازعات : 37-39 ] .

لا تأس : لا تحزن .

بيّن الله تعالى هنا أن الانتساب إلى الأديان لا ينفع أهلها إلا إذا عملوا بها ، فقلْ أيها الرسول ، لليهود والنصارى : إنكم لن تكونوا على دين صحيح ، إلا إذا أعلنتم جميع الأحكام التي أنزلت في التوراة والإنجيل وعملتم بها وآمنتم بما بشَّر به الكتابان من بعثةِ نبيٍّ يجيء من وَلَدِ إسماعيل الذي سمّاه المسيحُ روح الحق والبارقليط . وأُقسم بأن الكثيرين من أهل الكتاب لا يزيده القرآن إلا غلواً في تكذيبهم وكفراً على كفرهم ، فلا تحزن عليهم . ويجب أن نأخذ نحن من هذه عبرا ، ونتمسك بالقرآن الكريم وسنة رسوله حتى لا نكون مثل السابقين من أهل الكتاب .

وقد سبق تفسير باقي الآية الكريمة من قبلُ .