الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَلُؤۡلُؤٗاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِيهَا حَرِيرٞ} (33)

الرابعة- قوله تعالى : " جنات عدن يدخلونها " جمعهم في الدخول لأنه ميراث ، والعاق والبار في الميراث سواء إذا كانوا معترفين بالنسب ، فالعاصي والمطيع مقرّون بالرب . وقرئ : " جنة عدن " على الإفراد ، كأنها جنة مختصة بالسابقين لقلتهم ، على ما تقدم . و " جنات عدن " بالنصب على إضمار فعل يفسره الظاهر ، أي يدخلون جنات عدن يدخلونها . وهذا للجميع ، وهو الصحيح إن شاء الله تعالى . وقرأ أبو عمرو " يُدخلونها " بضم الياء وفتح الخاء . قال : لقوله " يحلون " . وقد مضى في " الحج " الكلام في قوله تعالى : " يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير " {[13159]} .


[13159]:راجع ج 12 ص 28.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَلُؤۡلُؤٗاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِيهَا حَرِيرٞ} (33)

قوله : { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا } جنات إقامة دائمة يدخلها هؤلاء الذين اصطفيناهم وأورثناهم الكتاب ، جزاء بما عملوا من الطاعات ومجانبة المعاصي ثم { يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } أي يلبسون في جنات الخلد والإقامة المستديمة أسورة من ذهب كان لبسها محرما عليهم في الدنيا . وكذلك اللؤلؤ والحرير لباس لهم في الجنة ، يتنعمون بهما ويجدون بهما من حسن الهيئة وجمال المنظر ما يزيدهم حبورا وابتهاجا .