الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ يُعۡرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمۡ وَيَقُولُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ هَـٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمۡۚ أَلَا لَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ} (18)

قوله تعالى : " ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا " أي لا أحد أظلم منهم لأنفسهم لأنهم افتروا على الله كذبا ، فأضافوا كلامه إلى غيره ، وزعموا أن له شريكا وولدا ، وقالوا للأصنام هؤلاء شفعاؤنا عند الله . " أولئك يعرضون على ربهم " أي يحاسبهم على أعمالهم " ويقول الأشهاد " يعني الملائكة الحفظة ، عن مجاهد وغيره . وقال سفيان : سألت الأعمش عن ( الأشهاد ) فقال : الملائكة . الضحاك : هم الأنبياء والمرسلون ، دليله قوله : " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا{[8643]} " [ النساء : 41 ] . وقيل : الملائكة والأنبياء والعلماء الذين بلغوا الرسالات . وقال قتادة : عن الخلائق أجمع . وفي صحيح مسلم من حديث صفوان بن محرز عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه قال : ( وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على الله ) . " ألا لعنة الله على الظالمين " أي بعده وسخطه وإبعاده من رحمته على الذين وضعوا العبادة في غير موضعها . .


[8643]:راجع ج 5 ص 197.