الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ يُعۡرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمۡ وَيَقُولُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ هَـٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمۡۚ أَلَا لَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ} (18)

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً } زعم أن لله ولداً أو شريكاً أو كذب بآيات القرآن { أُوْلَئِكَ } يعني الكاذبين ، { يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ } فيسألهم عن أعمالهم ويجزيهم بها .

{ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ } يعني الملائكة الذين كانوا يحفظون أعمالهم عليهم في الدنيا ، في قول مجاهد والأعمش ، وقال الضحاك : يعني الأنبياء والرسل ، وقال قتادة : يعني الخلائق .

وروى صفوان بن محرز المازني قال : بينا نحن نطوف بالبيت مع عبد الله بن عمر إذ عرض له رجل فقال : يا بن عمر ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى ؟ فقال : سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم [ يقول ] : " يدنو المؤمن من ربّه حتى يضع كتفيه عليه فيقرّره بذنوبه فيقول : هل [ تعرف ما فعلت ؟ يقول : [ رب أعرف مرّتين ، حتى إذا بلغ ما شاء الله أن يبلغ فقال : وإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ، وقال [ ثمّ يعطى صحيفة حسناته ، أو كتابه بيمينه قال ] : وأما الكافر والمنافق فينادى بهم على رؤوس الأشهاد " .

{ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ *