الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ يُعۡرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمۡ وَيَقُولُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ هَـٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمۡۚ أَلَا لَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ} (18)

قوله : { ومن{[32095]} أظلم ممن افترى على الله كذبا } إلى قوله { هم الأخسرون }[ 18-22 ] .

والمعنى : من أعظم جرما ممن اختلق على الله سبحانه ، الكذب ، أي : كذب بآياته ، وحججه ، وهو النبي صلى الله عليه وسلم ، وما جاء به .

{ أولئك يعرضون على ربهم }[ 18 ] يوم القيامة ، فيسألهم عن أعمالهم{[32096]} في الدنيا{[32097]} .

قال ابن جريج : ذلك الكافر ، والمنافق .

{ ويقول الأشهاد }[ 18 ] : الذين شهدوا على أعمالهم ، وحفظوها عليهم :

{ هؤلاء الذين كذبوا على ربهم }[ 18 ] في الدنيا { ألا لعنة الله على الظالمين }[ 18 ] : أي : غضبه ، وإبعاده من رحمته{[32098]} .

قال مجاهد ، الأشهاد هنا : الملائكة الحفظة{[32099]} ، وكذلك قال قتادة{[32100]} . وقال الضحاك : الأشهاد : الأنبياء ، والرسل ، صلوات الله عليهم{[32101]} ، يقولون : هؤلاء الذين كذبوا بما جئنا به من عند ربنا{[32102]} .


[32095]:في النسختين معا: (فمن).
[32096]:ط: فيسلم عن عملهم.
[32097]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/282.
[32098]:وهو قول الزجاج في: معانيه 3/44.
[32099]:انظر هذا القول في: تفسير مجاهد 386، وجامع البيان 15/283، والجامع 9/14.
[32100]:انظر: جامع البيان 15/283.
[32101]:ساقط من ق.
[32102]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/283.