الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{فَإِنَّمَا يَسَّرۡنَٰهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلۡمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِۦ قَوۡمٗا لُّدّٗا} (97)

قوله تعالى : " فإنما يسرناه بلسانك " أي القرآن يعني بيناه بلسانك العربي وجعلناه سهلا على من تدبره وتأمله ، وقيل : أنزلناه عليك بلسان العرب ليسهل عليهم فهمه . " لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا " اللد جمع الألد ، وهو الشديد الخصومة ، ومنه قوله تعالى " ألد الخصام " {[10985]} وقال الشاعر

أبيت نجِيا للهموم كأنني *** أخاصم أقواما ذوِي جدل لُدًّا

وقال أبو عبيدة : الألد الذي لا يقبل الحق ويدعي الباطل . الحسن : اللد الصم عن الحق . قال الربيع : صم أذان القلوب . مجاهد : فجارا . الضحاك : مجادلين في الباطل . ابن عباس : شديدا في الخصومة . وقيل : الظالم الذي لا يستقيم والمعنى واحد ، وخصوا بالإنذار ؛ لأن الذي لا عناد عنده يسهل انقياده .


[10985]:راجع جـ 3 ص 14 فما بعد.