النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَإِنَّمَا يَسَّرۡنَٰهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلۡمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِۦ قَوۡمٗا لُّدّٗا} (97)

قوله عز وجل : { قَوْماً لُدّاً } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : فجّاراً ، قاله مجاهد .

الثاني : أهل إلحاح في الخصومة ، مأخوذ من اللدود في الأفواه ، فلزومهم الخصومة بأفواههم كحصول اللدود في الأفواه ، قاله ابن بحر .

قال الشاعر :

بغوا لَدَدَي حَنقاً عليَّ كأنما *** تغلي عداوة صدرهم في مِرجل

الثالث : جدالاً بالباطل ، قاله قتادة ، مأخوذ من اللدود{[1885]} وهو شديد الخصومة . قال الله تعالى : { وَهُوَألد الْخِصَامِ } وقال الشاعر :

أبيت نجياً للهموم كأنني *** أخاصم أقواماً ذوي جدلٍ لُدّا


[1885]:اللدود: ما سقي في أحد شقي الفم (اللسان لدد).