قوله : { بِلِسَانِكَ } يجوز أن يكون متعلقاً بمحذوف على أنه حال{[22860]} ، واللسان هنا{[22861]} اللغة{[22862]} ، أي : أنزلناه كائناً بلسانِكَ .
وقيل : هي{[22863]} بمعنى " على{[22864]} " {[22865]} ، وهذا لا حاجة إليه ، بل لا يظهر له معنى ، و " لُدَّا " جمع " ألَدَّ " ، وهو الشديد الخصومة كالحُمْر جمع أحْمَرٍ{[22866]} .
قال أهل اللغة : اللُّدُّ جمع الألَدّ ، وهو المعوج في المناظرة الرواغ من الحق الميال عنه ، وفي الحديث " إنَّ أبغضَ الرِّجال إلى الله الخَصْمُ الألَدُّ " {[22867]} أي المعوج {[22868]} " {[22869]} قوله : { يَسَرْنَاهُ } سهلناهُ يعني القرآن " بِلِسَانِكَ " {[22870]} يا محمد " لِنُبَشِّر به المتَّقِين " يعني المؤمنين ، وهذا كلام مستأنف " {[22871]} بيَّن به عظيم " {[22872]} موقع{[22873]} هذه السورة لما فيها من ذكر التوحيد والنبوة والحشر ، والرد على فرق المبطلين ، فبين{[22874]} - تعالى- أنَّه يسَّر ذلك بلسانه ، ليبشر وينذر ، ولولا أنه - تعالى- نقل قصصهم إلى اللغة العربية لما تيسَّر ذلك على الرسول . وكما ذكر أنه يبشر به المتقين{[22875]} ذكر في مقابلته من هو في مخالفة التقوى أبلغ{[22876]} ، وهو الألد الذي يتمسك بالباطل ويجادل فيه{[22877]} فقال : " ويُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدَّا " ، وهو جمع الألد ، " وهو الشديد الخصومة . وقال مجاهد : هو الظالم الذي لا يستقيم{[22878]} . وقال أبو عبيدة{[22879]} الألد " {[22880]} الذي لا يقبل الحقَّ ويدَّعي الباطل{[22881]} . وقال الحسن : الألد الأصم عن الحق{[22882]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.