فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَإِنَّمَا يَسَّرۡنَٰهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلۡمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِۦ قَوۡمٗا لُّدّٗا} (97)

{ فإنما يسرناه } أي القرآن بإنزالنا له { بلسانك } أي على لغتك العربية ؛ وفصلناه وسهلناه والباء بمعنى على والفاء لتعليل كلام يساق فإليه النظم الكريم كأنه قيل بلغ هذا المنزل أو بشر به وأنذر به فإنما يسرناه ، الآية ، ثم علل ما ذكره من التيسير فقال : { لتبشر به المتقين } أي المتلبسين بالتقوى المتصفين بها { وتنذر به قوما لدّا } ولو أنزلناه بغيرها لم يتيسر التبشير ولا الإنذار لعدم فهم المخاطبين لغير العربية ، واللّدّ جمع الألدّ وهو الشديد الخصومة ، ومنه قوله تعالى { ألدّ الخصام } وقال أبو عبيدة : الألدّ الذي لا يقبل الحق ، ويدعى الباطل ، وقيل اللدّ الصم وقيل الظّلمة ، وقال ابن عباس : لدّا فجارا ، وعن الحسن قال : صما يعني عن الحق .