فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَإِنَّمَا يَسَّرۡنَٰهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ ٱلۡمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِۦ قَوۡمٗا لُّدّٗا} (97)

{ فَإِنَّمَا يسرناه بِلسَانِكَ } أي يسرنا القرآن بإنزالنا له على لغتك ، وفصلناه وسهلناه ، والباء بمعنى على ، والفاء لتعليل كلام ينساق إليه النظم كأنه قيل : بلغ هذا المنزل أو بشر به أو أنذر { فَإِنَّمَا يسرناه } الآية . ثم علل ما ذكره من التيسير فقال : { لِتُبَشّرَ بِهِ المتقين } أي المتلبسين بالتقوى ، المتصفين بها { وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً } اللدّ : جمع الألد ، وهو الشديد الخصومة . ومنه قوله تعالى : { أَلَدُّ الخصام } [ البقرة : 204 ] . قال الشاعر :

أبيت نجياً للهموم كأنني *** أخاصم أقواماً ذوي جدل لدّاً

وقال أبو عبيدة : الألدّ الذي لا يقبل الحق ويدّعي الباطل . وقيل : اللدّ : الصم . وقيل : الظلمة .

/خ98