" وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب " أي شيء يلهى به ويلعب أي ليس ما أعطاه الله الأغنياء من الدنيا إلا وهو يضمحل ويزول ، كاللعب الذي لا حقيقة له ولا ثبات قال بعضهم : الدنيا إن بقيت لك لم تبق لها وأنشد :
تروح لنا الدنيا بغير الذي *** غدت وتحدُثُ من بعد الأمور أمورُ
وتجري الليالي باجتماع وفُرْقَةٍ *** وتطلع فيها أنجمٌ وتغورُ
فمن ظن أن الدهر باق سرورُه *** فذاك محالٌ لا يدوم سرورُ
عفا الله عمن صير الهم واحدا *** وأيقن أن الدائرات تدورُ
قلت : وهذا كله في أمور الدنيا من المال والجاه والملبس الزائد على الضروري الذي به قوام العيش والقوة على الطاعات ، وأما ما كان منها لله فهو من الآخرة وهو الذي يبقى كما قال : " ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " [ الرحمن : 27 ] أي ما ابتغى به ثوابه ورضاه .
قوله تعالى : " وإن الدار الآخرة لهي الحيوان " أي دار الحياة الباقية التي لا تزول ولا موت فيها وزعم أبو عبيدة : أن الحيوان والحياة والحي بكسر الحاء واحد كما قال{[12423]} :
وغيره يقول : إن الحي جمع على فعول مثل عصي ، والحيوان يقع على كل شيء حي وحيوان عين في الجنة . وقيل : أصل حيوان حييان فأبدلت إحداهما واوا ؛ لاجتماع المثلين " لو كانوا يعلمون " أنها كذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.