فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَا هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا لَهۡوٞ وَلَعِبٞۚ وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَ لَهِيَ ٱلۡحَيَوَانُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ} (64)

ثم أشار سبحانه إلى تحقير الدنيا وأنها من جنس اللعب واللهو ، وأن الدار على الحقيقة هي دار الآخرة ، فقال : { وَمَا هذه الحياة الدنيا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ } من جنس ما يلهو به الصبيان ويلعبون به { وَإِنَّ الدار الآخرة لَهِيَ الحيوان } . قال ابن قتيبة وأبو عبيدة : إن الحيوان الحياة . قال الواحدي : وهو قول جميع المفسرين ذهبوا إلى أن معنى الحيوان هاهنا : الحياة ، وأنه مصدر بمنزلة الحياة ، فيكون كالنزوان والغليان ويكون التقدير : وإن الدار الآخرة لهي دار الحيوان ، أو ذات الحيوان : أي دار الحياة الباقية التي لا تزول ولا ينغصها موت ، ولا مرض ، ولا همّ ولا غمّ { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } شيئاً من العلم لما آثروا عليها الدار الفانية المنغصة .

/خ69