استفهام بمعنى التقرير للمنافقين . التقدير : أي منفعة له في عذابكم إن شكرتم وآمنتم ، فنبه تعالى أنه لا يعذب الشاكر المؤمن ، وأن تعذيبه عباده لا يزيد في ملكه ، وتركه عقوبتهم على فعلهم لا ينقص من سلطانه . وقال مكحول : أربع من كن فيه كن له ، وثلاث من كن فيه كن عليه ؛ فالأربع اللاتي له : فالشكر والإيمان والدعاء والاستغفار ، قال الله تعالى : " ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم " وقال الله تعالى : " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون{[5077]} " [ الأنفال : 33 ] وقال تعالى : " قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم{[5078]} " [ الفرقان : 77 ] . وأما الثلاث اللاتي عليه : فالمكر والبغي والنكث ؛ قال الله تعالى : " فمن نكث فإنما ينكث على نفسه{[5079]} " [ الفتح : 10 ] . وقال تعالى : " ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله{[5080]} " [ فاطر : 43 ] وقال تعالى : " إنما بغيكم على أنفسكم{[5081]} " [ يونس : 23 ] . " وكان الله شاكرا عليما " أي يشكر عباده على طاعته . ومعنى " يشكرهم " يثيبهم ، فيتقبل العمل القليل ويعطي عليه الثواب الجزيل ، وذلك شكر منه على عبادته . والشكر في اللغة الظهور ، يقال : دابة شكور إذا أظهرت من السمن فوق ما تعطى من العلف ، وقد تقدم هذا المعنى مستوفى{[5082]} . والعرب تقول في المثل : " أشكر من بروقة " {[5083]} لأنها يقال : تخضر وتنضر بظل السحاب دون مطر . والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.