الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشۡرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا} (2)

" يهدي إلى الرشد " أي إلى مراشد الأمور . وقيل : إلى معرفة الله تعالى ، و " يهدي " في موضع الصفة أي هاديا . " فآمنا به " أي فاهتدينا به وصدقنا أنه من عند الله " ولن نشرك بربنا أحدا " أي لا نرجع إلى إبليس ولا نطيعه ؛ لأنه{[15439]} الذي كان بعثهم ليأتوه بالخبر ، ثم رمي الجن بالشهب . وقيل لا نتخذ مع الله إلها آخر ؛ لأنه المتفرد بالربوبية . وفي هذا تعجيب المؤمنين بذهاب مشركي قريش عما أدركته الجن بتدبرها القرآن . وقوله تعالى : " استمع نفر من الجن " أي استمعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فعلموا أن ما يقرؤه كلام الله . ولم يذكر المستمع إليه لدلالة الحال عليه . والنفر الرهط . قال الخليل : ما بين ثلاثة إلى عشرة . وقرأ عيسى الثقفي " يهدي إلى الرشد " بفتح الراء والشين .


[15439]:في هامش ح: "لا لأنه".