الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَاۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (51)

قوله تعالى : " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " قيل : في اللوح المحفوظ . وقيل : ما أخبرنا به في كتابه من أنا إما أن نظفر فيكون الظفر حسنى لنا ، وإما أن نقتل فتكون الشهادة أعظم حسنى لنا . والمعنى كل شيء بقضاء وقدر . وقد تقدم في " الأعراف " أن العلم والقدر والكتاب سواء{[8042]} . " هو مولانا " أي ناصرنا . والتوكل تفويض الأمر إليه . وقراءة الجمهور " يصيبنا " نصب بلن . وحكى أبو عبيدة أن من العرب من يجزم بها . وقرأ طلحة بن مصرف " هل يصيبنا " وحكي عن أعين قاضي الري أنه قرأ ( قل لن يصيبنا ) بنون مشددة . وهذا لحن ، لا يؤكد بالنون ما كان خبرا ، ولو كان هذا في قراءة طلحة لجاز . قال الله تعالى : " هل يذهبن كيده ما يغيظ{[8043]} " [ الحج : 15 ] .


[8042]:راجع ج 7 ص 203.
[8043]:راجع ج 12 ص 21.