قوله تعالى : { لَّن يُصِيبَنَآ } قال عمرو بن شقيق : " سمعت أَعْيُنَ قاضي الري يقرأ " لن يُصيبَنَّا " بتشديد النون " ، قال أبو حاتم : ولا يجوزُ ذلك ؛ لأنَّ النونَ لا تدخل مع " لن " ، ولو كانت لطلحة بن مصرف لجاز ، لأنها مع " هل " قال الله تعالى : { هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ } [ الحج : 15 ] ، قلت : يعني أبو حاتم أنَّ المضارعَ يجوز توكيده بعد أداةِ الاستفهامِ ، وابن مصرف يقرأ " هل " بدل " لن " ، وهي قراءة ابن مسعود .
وقد اعتُذِر عن هذه القراءة : فإنها حملت " لن " على " لم " و " لا " النافيتين ، و " لم " و " لا " يجوزُ توكيد الفعل المنفيِّ بعدهما . أمَّا " لا " فقد تقدم تحقيق الكلام عليها في الأنفال ، وأمَّا " لم " فقد سُمع ذلك وأنشدوا :
2495 يَحْسَبُه الجاهل ما لم يَعْلما *** شيخاً على كرسيِّه مُعَمَّمَا
أراد " يَعْلَمَنْ " فأبدل الخفيفةَ ألفاً بعد فتحة كالتنوين .
وقرأ القاضي أيضاً وطلحة : " هل يُصَيِّبُنا " بتشديد الياء . قال الزمخشري : " ووجههُ أن يكونَ يُفَيْعِل لا يُفَعِّل لأنه من بنات الواو لقولهم : الصواب ، وصاب يصوب ، ومصاوب في جمع مصيبة ، فَحَقُّ يُفَعِّل منه يُصَوِّب . ألا ترى إلى قولهم : صَوَّب رأيه ، إلا أَنْ يكونَ من لغة من يقول : صاب السهمُ يَصيب كقوله :
2496 أَسْهُمِيَ الصائِبات والصُّيُبْ ***
يعني أنه أصله صَوْيِب فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحدهما بالسكون فقُلبت الواو ياءً وأدغم فيها ، وهذا كما تقدم لك في تحيَّز أن أصله تَحَيْوَز . وأما إذا أخذناه مِنْ لغةِ مَنْ يقول : صاب السهم يَصيب فهو من ذوات الياء فوزنه على هذه اللغة فَعَّل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.