{ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } : خاطَبَهم على قَدْرِ عقولهم وعقائدهم حيث قالوا : المسيحُ ابن اللَّهِ ، وعُزَيْرُ وَلَدُ اللَّهِ ؛ فقال : لو أراد أن يتَّخِذَ وَلَداً للتبنِّي والكرامة لاخْتَارَ من الملائكة الذين هم مُنْزَّهون عن الأكل والشرب وأوصاف الخَلْقِ .
ثم أخبر عن تَقَدُّسِه عن ذلك فقال : { سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } تنزيهاً له على اتخاذ الأولاد . . . لا في الحقيقة لاستحالة معناه في نَعْتِه ، ولا بالتبنِّي لِتَقَدُّسِه عن الجنسية والمحالات ، وإنما يذكر ذلك على جهة استبعاد ، ؛ إذا لو كان ذلك فيكف كان يكون حُكْمُه ؟ كقوله تعالى : { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا } [ الأنبياء : 22 ] .
قوله : { لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لاَصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ } لو شاء الله اتخاذ الولد لاختار من خلقه ما يشاء . وهذا الشرط لا يلزم وقوعه ولا جوازه . وما ينبغي لجلال الله أن يكون له ولد ؛ فهو منزه عن الضعف والنقص والاحتياج . وما يرومُ الأولاد والصواحب غير الضعفاء وهم العباد .
قول : { هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } ينزه الله نفسه عن النقائص والعيوب ؛ كاتخاذ الولد أو الصاحبة ؛ فإنه سبحانه الواحد المعبود الذي يدين له كل شيء بالتذلل والخضوع . وهو سبحانه القهار الذي يقهر العباد بقدرته وعظيم سلطانه وسطوته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.