لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{ذَٰلِكَ لِيَعۡلَمَ أَنِّي لَمۡ أَخُنۡهُ بِٱلۡغَيۡبِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي كَيۡدَ ٱلۡخَآئِنِينَ} (52)

إنما أراد اللَّهُ أن يُظْهِرَ براءةَ ساحةِ يوسف ، لأنه علم أنهم يستحقون العقوبة على ما يبسطون فيه من لسان الملامة وذكر القبيح ، ولم يُرِدْ يوسف أن يصيبَهم بسببه - من قِبلِ اللَّهِ - عذابٌ شَفَقَةً منه عليهم ، وهذه صفة الأولياء : أن يكونوا خَصْمَ أَنفسِهم ، ولهذا قيل : الصوفي دمه هَدرٌ ومِلْكُه مُبَاحُ .