تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ذَٰلِكَ لِيَعۡلَمَ أَنِّي لَمۡ أَخُنۡهُ بِٱلۡغَيۡبِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي كَيۡدَ ٱلۡخَآئِنِينَ} (52)

وقوله تعالى : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) . قوله : ( ذلك ) الرد الذي كان منه ، وترك الإجابة لرسول الملك[ من م ، في الأصل : الله ] حين[ في الأصل وم : حيث ] قال : ( ائتوني/254-أ/ به )[ الآية : 50 ] ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) في أهله إذا غاب عني [ كان ][ ساقطة من الأصل وم ] ردا لقولها : ( ما جزاء من أٍراد بأهلك سوءا )[ الآية : 25 ] وتصديقا لقوله حين[ في الأصل وم : حيث ] قال : ( هي راودتني عن نفسي )[ الآية : 26 ] .

وقال بعض أهل التأويل : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه ) يعني الزوج ( بالغيب ) لكن هذا بعيد لأنه[ في الأصل وم : أنه ] قد علم يوسف أن الله قد علم أنه لم يخنه بالغيب . وقول أهل التأويل لما قال يوسف : ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب ) قال له الملك : ولا حين هممت ما هممت ؟ فقال : ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء )[ الآية : 53 ] هذا مما لا نعلمه ، وقد ذكرنا التأويل في قوله : ( ولقد همت به وهم بها ) ما يحل ويسع أن يتكلم به وفساد تأويل أهل التأويل من الوجوه التي ذكرنا .