الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ذَٰلِكَ لِيَعۡلَمَ أَنِّي لَمۡ أَخُنۡهُ بِٱلۡغَيۡبِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي كَيۡدَ ٱلۡخَآئِنِينَ} (52)

وقوله : { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب }[ 52 ] هذا من قول يوسف عليه السلام {[34592]} {[34593]}أي : قال : فعلت ذلك من ردي الرسول {[34594]} إليه ، وتركي {[34595]} إجابته ، والخروج {[34596]} إليه حتى يٍسأل النسوة ، فيعلم الملك أني لم أذكره بسوء في الغيب .

( وقيل : المعنى : ليعلم العزيز أني لم أذكره بسوء في الغيب ) {[34597]} .

وقيل : المعنى : ليعلم العزيز أني لم أخنه في امرأته ، وهو غائب {[34598]} ( ويصح ) {[34599]} ذلك عنده . وقد قيل : إنه من كلام المرأة كله لتقديم {[34600]} كلامها . لذلك ابن جريج : ( هذا ) {[34601]} متصل بما قبله ، وفي الكلام تقديم وتأخير {[34602]} .

والمعنى : { إن ربي بكيد( هن ) {[34603]} عليم } . { ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب } . فعلى هذا يكون يوسف قاله وهو في السجن .

وعلى قول ابن عباس ، وغيره إنما قاله ( بعد أن خرج ، فلا تقديم في الكلام ، ولا تأخير . ولما قال يوسف ذلك قال له ) {[34604]} جبريل عليه السلام : ولا حين هممت ؟ فقال يوسف : { ما أبرئ نفسي } قاله ابن عباس ، وابن جبير {[34605]} .

وقال السدي : امرأة العزيز هي التي قالت له : ولا حين هممت ، فحللت السراويل فقال : { وما أبرئ نفسي } {[34606]} .

وقيل : إنه من قول يوسف ، وذلك أنه تذكر ما مضى . فقال ذلك معتذرا لمليكه {[34607]} .

وذكر ابن لهيعة : أن امرأة العزيز لما اشتدت عليها الحاجة ، ( والمسغبة ) {[34608]} أرادت الدخول على يوسف {[34609]} لتشكو إليه حاجتها ، وإعوازها ، / فقال لها أهلها وقومها : لا تفعلي ، لأنا نخاف عليك ، لأنه قد كان منك الذي كان ، فقالت : كلا إني لا أخاف ممن يخاف الله ، ويتقيه {[34610]} . فدخلت عليه ، وقامت بين يديه ، ثم قالت : الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته ، وأشارت إليه ، ثم قالت : والحمد {[34611]} لله الذي جعل الملوك عبيدا بمعصيته ، وأشارت إلى نفسها . ( قال ) {[34612]} : ثم تزوجها يوسف عليه السلام ، فأصابها بكرا ، فقال لها : أليس هذا أحسن مما كنت أردتيه مني ؟ قالت له : إني كنت قد {[34613]} ابتليت منك بأربع خصال {[34614]} : ( كنت ) {[34615]} أنت أجمل الناس ، وكنت أنا أجمل النساء في دهري ، وكان {[34616]} زوجي عنينا ، وكنت بكرا حدثة {[34617]} السن قال : فأولدها {[34618]} يوسف ، صلى الله عليه {[34619]} وسلم فأول ولد ولدته {[34620]} ابنة سماها ( رحمة ) وهي امرأة أيوب ، عليهما {[34621]} السلام {[34622]} .

ويروى أن امرأة العزيز دخلت على يوسف صلى الله عليه وسلم {[34623]} ، وقد ملك مصر ، فقالت له : بالذي رفع العبيد بطاعتهم ، ووضع الملوك بمعصيتهم ، فتصدق عليها يوسف ، وتزوجها {[34624]} .


[34592]:انظر هذا التوجيه في: معاني الفراء 2/47، وإعراب النحاس 2/333.
[34593]:ساقط من ط.
[34594]:ق: للرسول.
[34595]:ط: وتركني.
[34596]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/140.
[34597]:ما بين القوسين ساقط من ط. وانظر هذا المعنى في: المحرر 9/321.
[34598]:وهو قول ابن إسحاق أبي صالح في جامع البيان 16/140-141.
[34599]:ساقط من ق.
[34600]:ق: لتقدم.
[34601]:ساقط من ق.
[34602]:انظر هذا المعنى في: المحرر 9/320.
[34603]:ساقط من ق.
[34604]:ساقط من ط. وانظر هذا المعنى في: المحرر 9/321.
[34605]:انظر هذين القولين في: جامع البيان 16/144.
[34606]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/146 وعزاه أيضا في: المحرر 9/121 إلى عكرمة والضحاك.
[34607]:ط: لملاركة.
[34608]:ط: والمثغبة.
[34609]:ط: صم.
[34610]:ط: ويتقيه.
[34611]:ق: الحمد.
[34612]:ساقط من ق.
[34613]:ساقط من ط.
[34614]:ط: خلال.
[34615]:ساقط من ق.
[34616]:ق: فكان.
[34617]:ط: حدثت. ق: حدثه.
[34618]:ساقط من ق.
[34619]:ساقط من ق.
[34620]:ق: ولدت.
[34621]:ق: عليه.
[34622]:انظر: هذا الخبر مطولا فيما رواه الطبري، عن ابن إسحاق، في جامع البيان 16/51.
[34623]:ساقط من ق.
[34624]:انظر هذا الخبر في: المحرر 9/326.