لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ لَوۡلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوۡ تَأۡتِينَآ ءَايَةٞۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّثۡلَ قَوۡلِهِمۡۘ تَشَٰبَهَتۡ قُلُوبُهُمۡۗ قَدۡ بَيَّنَّا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (118)

كلام الله سبحانه متعلق بجميع المخلوقات بأعيانها وآثارها ، وأمر التكوين ( يتناول المكلفين وأفعال المكلفين ) ، لكن من عَدم سمع الفهم تصامم عن استماع الحق ، فإنه - سبحانه - خاطب قوماً من أهل الكتاب ، وأسمعهم خطابه ، فلم يطيقوا سماعه ، وبعدما رأوا من عظيم الآيات حرَّفوا وبدَّلوا . وفي الآيات التي أظهرها ما يزيح العِلَّة من الأغيار ، ويشفي الغُلَّة من الأخيار ، ولكن ما تُغْنِي الدلائل - وإنْ وَضُحَتْ - عمن حُقَّتْ لهم الشقاوة وسبقت ؟