النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ لَوۡلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوۡ تَأۡتِينَآ ءَايَةٞۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّثۡلَ قَوۡلِهِمۡۘ تَشَٰبَهَتۡ قُلُوبُهُمۡۗ قَدۡ بَيَّنَّا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (118)

قوله تعالى : { وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِيَنَآ ءَايَةٌ } فيهم ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنهم النصارى ، وهو قول مجاهد .

والثاني : أنهم اليهود ، وهو قول ابن عباس .

والثالث : أنهم مشركو العرب ، وهو قول قتادة والسدي . وقوله : { لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللهُ } يعني هَلاَّ يكلمنا الله ، كقول الأشهب بن رميلة{[185]} :

تعدون عقر النيب أفضل مجدكم *** بني ضَوْطَرَى لولا الكمى المقنعا{[186]}

بمعنى هل لا تعدون الكمى المقنعا .

{ كَذلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ } فيهم قولان :

أحدهما : أنهم اليهود ، وهو قول مجاهد .

والثاني : أنهم اليهود والنصارى ، وهو قول قتادة .

قوله تعالى : { تَشَابَهتْ قُلُوْبُهُمْ } يعني في الكفر ، وفيه وجهان :

أحدهما : تشابهت قلوب اليهود لقلوب النصارى ، وهذا قول مجاهد .

والثاني : تشابهت قلوب مشركي العرب لقلوب اليهود والنصارى ، وهذا قول قتادة .


[185]:- كذا في الأصول وفي تفسير القرطبي. قال صاحب خزانة الأدب "نسبه ابن الشجري في أمانيه للأشهب، والصحيح أنه من قصيدة لجرير لا خلاف بين الرواة إنها له وهي جواب عن قصيدة للفرزدق على قافيتها".
[186]:- ضوطرى قيل الرجل الضخم اللئيم الذي لا غناء عنده. وقيل: الأحمق. والمقنع: الذي على رأسه البيضة والمغفر. راجع خزانة الأدب الشاهد 164 والنقائض ص 833 طبع أوربا وذيل الأمالي لأبي علي القالي.