قوله تعالى : { لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللَّهُ } : " لولا " و " لَوْما " يكونانِ حَرْفي ابتداءٍ ، وقد تقدم ذلك عند قوله { فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ } [ البقرة : 64 ] ، ويكونان حَرْفَيْ تحضيضٍ بمنزلة : " هَلاَّ " فيختصَّان بالأفعالِ ظاهرةً أو مضمرةً كقوله :
تَعُدُّون عَقْرَ النِّيْبِ أفضلَ مَجْدِكُم *** بنى ضَوْطَرِى لولا الكَمِيَّ المقنَّعا
أي : لولا تَعُدُّون الكميَّ ، فإنْ وَرَدَ ما يُوهم وقوعَ الاسمِ بعدَ حرفِ التحضيض يُؤَوَّل كقوله :
ونُبِّئْتُ ليلى أَرْسَلَتْ بشفاعةٍ *** إليَّ فهلاَّ نفسُ لَيْلى شَفِيعُها
ف " نفسُ ليلى " مرفوعٌ بفعلٍ محذوفٍ يفسِّره " شفيعُها " أي : فَهَلاَّ شَفَعَتْ نفسُ ليلى . وقال أبو البقاء : " إذا وَقَعَ بعدَها المستقبلُ كانَتْ للتحضيضِ وإنْ وَقَعَ [ بعدها ] الماضي كانَتْ للتوبيخ " وهذا شيءٌ يقولُه علماءُ البيانِ ، وهذه الجملةُ التحضيضيةُ في محلِّ نصبٍ بالقول .
قوله : { كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ } قد تقدَّم الكلامُ على نظيرِه فَلْيُطْلَب هناك . وقرأ أبو حَيْوة وابن أبي إسحاق : " تَشَّابَهَتْ " بتشديد الشين ، قال الداني : " وذلك غيرُ جائز لأنه فعلٌ ماض " يعني أن التاءَيْن المزيدتين إنما تجيئان في المضارع فَنُدْغِم ، أمَّا الماضي فلا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.