فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ لَوۡلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوۡ تَأۡتِينَآ ءَايَةٞۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّثۡلَ قَوۡلِهِمۡۘ تَشَٰبَهَتۡ قُلُوبُهُمۡۗ قَدۡ بَيَّنَّا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (118)

والمراد بقوله : { وَقَالَ الذين لاَ يَعْلَمُونَ } اليهود ، وقيل النصارى ، ورجّحه ابن جرير ؛ لأنهم المذكورون في الآية ؛ وقيل مشركو العرب ، و " لَوْلاَ " حرف تحضيض ، أي : هلا { يُكَلّمُنَا الله } بنبوّة محمد ، فنعلم أنه نبيّ ، { أَوْ تَاتِينَا } بذلك علامة على نبوّته . والمراد بقوله : { قَالَ الذين مِن قَبْلِهِم } قيل : هم اليهود ، والنصارى ، في قول من جعل الذين لا يعلمون كفار العرب ، أو الأمم السالفة ، في قول من جعل الذين لا يعلمون اليهود ، والنصارى ، أو اليهود في قول من جعل الذين لا يعلمون النصارى { تشابهت } أي : في التعنت ، والاقتراح ، وقال الفراء : { تشابهت } في اتفاقهم على الكفر ، { قَدْ بَيَّنَّا الآيات لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } أي : يعترفون بالحق ، وينصفون في القول ، ويذعنون لأوامر الله سبحانه لكونهم مصدقين له سبحانه مؤمنين بآياته متبعين لما شرعه لهم .

/خ118