لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآۚ أُوْلَـٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن يَدۡخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (114)

الإشارة فيه أن الظالم مَنْ خَرَّبَ أوطان العبادة بالشهوات ، وأوطان العبادة نفوس العابدين . وخَرّبَ أوطان المعرفة بالمُنى والعلاقات ، وأوطان المعرفة قلوب العارفين . وخَرَّب أوطان المحبة بالحظوظ والمُسَاكنات ، وهي أرواح الواجدين . وخرَّب أوطان المشاهدات بالالتفات إلى القربات وهي أسرار الموحدين .

قوله جلّ ذكره : { لَهُمْ في الدُّنْيَا خزي وَلَهُمْ في الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } .

لأهل الإشارة خزي الدنيا بذل الحجاب ، وعذاب الآخرة الامتناع بالدرجات .