بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ لَوۡلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوۡ تَأۡتِينَآ ءَايَةٞۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّثۡلَ قَوۡلِهِمۡۘ تَشَٰبَهَتۡ قُلُوبُهُمۡۗ قَدۡ بَيَّنَّا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (118)

قوله تعالى : { وَقَالَ الذين لاَ يَعْلَمُونَ } ، أي لا يعلمون توحيد الله تعالى ، ومعناه : وقال الجهال من الناس وهم الكفار : { لَوْلاَ يُكَلّمُنَا الله } ، أي هلا يكلمنا الله فيخبرنا بأنك رسوله ، { أو تأتينا آية } ، أي علامة لنبوتك . قال الله تعالى : { كذلك قَالَ الذين مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ } ، أي قال اليهود لموسى عليه السلام : { يَسْأَلُكَ أَهْلُ الكتاب أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كتابا مِّنَ السماء فَقَدْ سَأَلُواْ موسى أَكْبَرَ مِن ذلك فقالوا أَرِنَا الله جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصاعقة بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتخذوا العجل مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البينات فَعَفَوْنَا عَن ذلك وَءَاتَيْنَا موسى سلطانا مُّبِيناً } [ النساء : 153 ] . { تشابهت قُلُوبُهُمْ } ، أي في القسوة والكفر . ويقال : تشابهت كلمتهم كما تشابهت قلوبهم . { قَدْ بَيَّنَّا الآيات } ، يعني أمرك في التوراة أي العلامات لنبوتك إنك نبي مرسل الصفة والنعت . ويقال : قد بينا العلامات لنبوتك . ويقال : لم يكن لنبي من الأنبياء معجزة وعلامة إلاّ وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم مثلها . { لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } ، يعني مؤمني أهل التوراة . ويقال : من كان له عقل وتمييز .