فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ لَوۡلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوۡ تَأۡتِينَآ ءَايَةٞۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّثۡلَ قَوۡلِهِمۡۘ تَشَٰبَهَتۡ قُلُوبُهُمۡۗ قَدۡ بَيَّنَّا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (118)

{ لولا } هلا

{ آية } دلالة وعلامة . { تشابهت قلوبهم } في الإصرار على الكفر

{ يوقنون } يصدقون تصديقا لا شك معه .

{ وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية } عن الربيع والسدي وقتادة { وقال الذين لا يعلمون } مشركوا العرب حكى القرآن قيلهم : هلا يكلمنا الله أي هلا يكلمنا بنبوة محمد أو يأتينا بعلامة تدل على أنه نبوته كما فصل قيلهم في آيات كريمات { وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه . . . }{[423]}{ كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم } مثل هذا التعنت سلكه قوم من قبلهم فقال أتباع موسى لموسى عليه السلام { . . لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة . . . }{[424]} وقال الحواريون لعيسى عليه السلام { . . . . هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا . . . }{[425]} { تشابهت قلوبهم } تشابهت قلوب مشركي العرب وقلوب من سبقوهم من المتعنتين في طلب العلامات وخوارق العادات الكثيرات من رسلهم عنادا ولجاجة ومراء . { قد بينا الآيات لقوم يوقنون } قد وضحنا العلامات الدالة على صدق رسلنا فيما بلغوا عنا وأظهرنا ذلك لقوم يريدون أن يصلوا إلى الحق واليقين فيصدقوا ولقد جاء من الأنباء ما يؤمن على مثله أهل الرشد من البشر أما من فسدت فطرته وعميت بصيرته فما تغني عنه النذر { . . وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا . . . }{[426]} { إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم }{[427]} .


[423]:سورة الإسراء الآيتان 90-92 ومن الآية 93.
[424]:سورة البقرة من الآية 55.
[425]:سورة المائدة من الآية 112-113.
[426]:سورة الأعراف من الآية 146.
[427]:سورة يونس الآيتان 96-97.