السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ لَوۡلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوۡ تَأۡتِينَآ ءَايَةٞۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّثۡلَ قَوۡلِهِمۡۘ تَشَٰبَهَتۡ قُلُوبُهُمۡۗ قَدۡ بَيَّنَّا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (118)

{ وقال الذين لا يعلمون } للنبيّ صلى الله عليه وسلم وهم اليهود كما قاله ابن عباس أو النصارى كما قاله مجاهد أو مشركو العرب كما قاله قتادة ونفى عنهم العلم ؛ لأنهم لم يعملوا به { لولا } أي : هلا { يكلمنا الله } كما يكلم الملائكة أو يوحى إلينا بأنك رسوله { أو تأتينا آية } أي : علامة مما اقترحناه على صدقك { كذلك } أي : كما قال هؤلاء : { قال الذين من قبلهم } من كفار الأمم الماضية لأنبيائهم { مثل قولهم } من التعنت وطلب الآيات فقالوا : أرنا الله جهرة وهل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء { تشابهت قلوبهم } أي : قلوب هؤلاء ومن قبلهم في الكفر والعناد ، وفي هذا تسلية للنبيّ صلى الله عليه وسلم { قد بينا الآيات لقوم يوقنون } الحقائق ولا يعتريهم شبهة ولا عناد . وفيه إشارة إلى أنهم قالوا ذلك لا لخفاء في الآيات أو لطلب مزيد يقين وإنما قالوه عتوّاً وعناداً .