لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّـٰمِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعۡدِلُواْۚ ٱعۡدِلُواْ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (8)

قوله جلّ ذكره : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ } .

لا يُعَوِّقنَّكم حصولُ نصيبٍ لكم في شيء عن الوفاء لنا ، والقيام بما يتوجَّب عليكم من حقنا .

ويقال من لم يقسط عند مواعد رغائبه ، ولم يمحُ عنه نواجم شهواته ومطالبه لم يقم لله بحق ولم يفِ لواجباته بشرط .

قوله جلّ ذكره : { وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } .

أي لا تحملكم ضغائن صدوركم على الحلول بجنبات الحيف فإنَّ مرتعَ الظلمِ وبيءٌ ، ومواضع الزيغ مهلكة .

ثم صرَّح بالأمر بالعدل فقال : { اعدلوا } ولا تكون حقيقة العدل إلا بالعدول عن كل حظٍ ونصيب .

والعدلُ أقربُ إلى التقوى ، والجَوْزُ أقربُ من الرَّدَى ، ويُوقِعُ عن قريبٍ في عظيم البلوى .