وقوله تعالى : { يأيها الذين ءامنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط } الآية . يحتمل أن تكون الآية في الشهادة نفسها ، كأنه قال كونوا شهداء لله ، واجعلوا الشهادة له . فإذا فعلوا هذا لا يمنعهم بغض أحد وولايته القيام بها . ندبهم الله أن يقولوا في الشهادة لله والحكم له ؛ يحكم للعدو كما يقوم للولي ، والله أعلم .
ويحتمل أن يكون في بيان الحق والحجج وتعليم الأحكام والشرائع ؛ كأنه يقول ، والله أعلم ، قوموا في بيان الحجج والحق وتعليم الأحكام لله ، لا يمنعكم بغض قوم ولا رضاهم على ألا تبينوا الحق لهم ، ولا تعلموا الحجج والأحكام لهم إشارة إلى قوله تعالى : { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله } [ الزخرف : 87 ] .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما [ أنه ] قال : { ولا يجرمنكم } أي لا يحملنكم { شنئان قوم } أي بغض قوم { على ألا تعدلوا } فيهم فإنما العدل لله في الرضا والسخط { اعدلوا هو أقرب للتقوى } يقول : قولوا العدل بالحق فإنه { أقرب للتقوى } .
وقوله تعالى : { اعدلوا هو أقرب للتقوى } أي اعدلوا هو التقوى كقوله تعالى : { إن رحمة الله قريب من المحسنين } [ الأعراف : 56 ] لأن العدل ليس إلا التقوى { واتقوا الله } في ترك ما أمركم به وارتكاب ما نهاكم عنه { إن الله خبير بما تعملون } وتضمرون من العدل والجور . خرج على الوعيد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.