فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّـٰمِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعۡدِلُواْۚ ٱعۡدِلُواْ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (8)

قوله : { يا أيها الذين آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ } قد تقدّم تفسيرها في النساء ، وصيغة المبالغة في { قَوَّامِينَ } تفيد أنهم مأمورون بأن يقوموا بها أتمّ قيام { لِلَّهِ } أي لأجله ، تعظيماً لأمره ، وطمعاً في ثوابه . والقسط : العدل . وقد تقدّم الكلام على قوله : { يَجْرِمَنَّكُمْ } مستوفى ، أي لا يحملنكم بغض قوم على ترك العدل ، وكتم الشهادة { اعدلوا هُوَ } أي العدل المدلول عليه بقوله : اعدلوا { أَقْرَبُ للتقوى } التي أمرتم بها غير مرة ، أي أقرب لأن تتقوا الله ، أو لأن تتقوا النار .

/خ11