في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ} (2)

ومعنى أن الله أحد : أنه الصمد . وأنه لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد . . ولكن القرآن يذكر هذه التفريعات لزيادة التقرير والإيضاح :

( الله الصمد ) . . ومعنى الصمد اللغوي : السيد المقصود الذي لا يقضى أمر إلا بإذنه . والله - سبحانه - هو السيد الذي لا سيد غيره ، فهو أحد في ألوهيته والكل له عبيد . وهو المقصود وحده بالحاجات ، المجيب وحده لأصحاب الحاجات . وهو الذي يقضي في كل أمر بإذنه ، ولا يقضي أحد معه . . وهذه الصفة متحققة ابتداء من كونه الفرد الأحد .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ} (2)

{ الله الصمد } أي السيد الذي ليس فوقه أحد ، الذي يصمد إليه الخلق في الحوائج ، ويقصدونه في المطالب . فعل بمعنى مفعول ؛ من صمد إليه بمعنى قصده . أو هو الغني المطلق ، الذي لا يحتاج إلى أحد ، ويحتاج إليه كل أحد . وتعريفه باللام لإفادة الحصر في الواقع ونفس الأمر ؛ فإن قصد الخلق إليه في الحوائج أعم من القصد الإرادي ، والقصد الطبيعي ، والقصد بحسب الاستعداد الأصلي الثابت لجميع الماهيات ؛ إذ هي كلها متجهة إلى المبدأ تعالى في طلب كمالاتها منه عز وجل .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ} (2)

{ اللَّهُ الصَّمَدُ } أي : المقصود في جميع الحوائج . فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار ، يسألونه حوائجهم ، ويرغبون إليه في مهماتهم ؛ لأنه الكامل في أوصافه ، العليم الذي قد كمل في علمه ، الحليم الذي قد كمل في حلمه ، الرحيم الذي [ كمل في رحمته الذي ] وسعت رحمته كل شيء ، وهكذا سائر أوصافه .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ} (2)

{ الله الصمد } السيد الذي قد انتهى إليه السؤدد . وقيل : الصمد الذي لا جوف له ، ولا يأكل ولا يشرب . وقيل : هو المقصود إليه في الرغائب .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ} (2)

{ الله الصمد } في معنى الصمد ثلاثة أقوال :

أحدها : أن الصمد الذي يصمد إليه في الأمور ، أي : يلجأ إليه .

والآخر : أنه الذي لا يأكل ولا يشرب ، فهو كقوله : { وهو يطعم ولا يطعم } [ الأنعام : 14 ] .

والثالث : أنه الذي لا جوف له ، والأول هو المراد هنا على الأظهر ، ورجحه ابن عطية بأن الله موجد الموجودات وبه قوامها ، فهي مفتقرة إليه ، أي : تصمد إليه ؛ إذ لا تقوم بأنفسها ، ورجحه شيخنا الأستاذ أبو جعفر ابن الزبير بورود معناه في القرآن حيثما ورد نفي الولد عن الله تعالى ، كقوله في مريم : { وقالوا اتخذ الله ولدا } [ البقرة : 116 ] ثم أعقبه بقوله : { إن كل من في السموات والأرض إلا آت الرحمن عبدا } [ مريم : 93 ] وقوله : { بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد } [ الأنعام : 101 ] ، وقوله : { وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السموات والأرض } [ البقرة : 116 ] ، وكذلك هنا ذكره مع قوله : { لم يلد } ، فيكون برهانا على نفي الولد ، قال الزمخشري : صمد فعل بمعنى مفعول ؛ لأنه مصمود إليه في الحوائج .