التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ} (2)

( 1 ) الصمد : أوجه الأقوال في معنى الكلمة أنه : السيد المصمود إليه في الحوائج ، الغني عن غيره .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ قل هو الله أحد( 1 ) الله الصمد( 2 )1 لم يلد ولم يولد( 3 ) ولم يكن له كفوا2 أحد( 4 ) } [ 1-4 ]

في الآيات أمر رباني للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يعلن صفات الله عز وجل ، وهي أنه واحد أحد ، المصمود إليه في الحاجات ، المستغني عن غيره ، لم يلد ولم يولد ، وليس له مماثل ولا ند .

وقد روي أن بعض العرب سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن ينسب لهم ربه ، فأوحى الله بهذه السورة كما روي أن السؤال من اليهود{[2627]} .

وهناك حديثان صحيحان في صدد السورة ومعناها ونزولها ، واحد رواه الترمذي عن أبي بن كعب قال : ( إن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : انسب لنا ربك ؟ فأنزل الله { قل هو الله أحد الله الصمد } فالصمد الذي { لم يلد ولم يولد } ؛ لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت ، ولا شيء يموت إلا سيورث ، والله عز وجل لا يموت ولا يورث { ولم يكن له كفوا أحد } قال : لم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء " {[2628]} . وثان رواه البخاري عن أبي هريرة قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال الله تعالى : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي أن يقول : إني لن أعيده كما بدأته ، وأما شتمه إياي أن يقول : اتخذ الله ولدا ، وأنا الصمد الذي لم ألد ولم أولد ، ولم يكن لي كفوا أحد " {[2629]} .


[2627]:- انظر تفسير السورة في تفسير الطبري.
[2628]:- التاج جـ 4 ص 269.
[2629]:- التاج جـ 4 ص 269.