البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ} (2)

الصمد : فعل بمعنى مفعول من صمد إليه إذا قصده ، وهو السيد المصمود إليه في الحوائج ويستقل بها ، قال :

ألا بكر الناعي بخير بني أسد *** بعمرو بن مسعود بالسيد الصمد

وقال آخر :

علوته بحسام ثم قلت له *** خذها خزيت فأنت السيد الصمد

{ الله الصمد } : مبتدأ وخبر ، والأفصح أن تكون هذه جملاً مستقلة بالأخبار على سبيل الاستئناف ، كما تقول : زيد العالم زيد الشجاع .

وقيل : الصمد صفة ، والخبر في الجملة بعده ، وتقدم شرح الصمد في المفردات .

وقال الشعبي ، ويمان بن رياب : هو الذي لا يأكل ولا يشرب .

وقال أبيّ بن كعب : يفسره ما بعده ، وهو قوله : { لم يلد ولم يولد } .

وقال الحسن : الصمد : المصمت الذي لا جوف له ، ومنه قوله :

شهاب حروب لا تزال جياده *** عوابس يعلكن الشكيم المصمدا

وفي كتاب التحرير أقوال غير هذه لا تساعد عليها اللغة .

وقال ابن الأنباري : لا خلاف بين أهل اللغة أن الصمد هو السيد الذي ليس فوقه أحد ، الذي يصمد إليه الناس في أمورهم وحوائجهم .