الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ} (2)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ الله الصمد } ... يقال : الصمد: السيد الذي تصمد إليه الخلائق بحوائجهم ، وبالإقرار والخضوع ...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله : { اللّهُ الصّمَدُ } يقول تعالى ذكره : المعبود الذي لا تصلح العبادة إلاّ له الصمدُ .

واختلف أهل التأويل في معنى "الصمد" ؛

فقال بعضهم : هو الذي ليس بأجوف ، ولا يأكل ولا يشرب ...

وقال آخرون : هو الذي لا يخرج منه شيء ...

وقال آخرون : هو الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ ...

وقال آخرون : هو السيد الذي قد انتهى سُؤدَدُه ...

وقال آخرون : بل هو الباقي الذي لا يفنَى ...

الصّمَدُ عند العرب : هو السيد الذي يُصْمَدُ إليه ، الذي لا أحد فوقه ، وكذلك تسمي أشرافَها ...

فإذا كان ذلك كذلك ، فالذي هو أولى بتأويل الكلمة ، المعنى المعروف من كلام من نزل القرآن بلسانه ...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قوله تعالى : { الله الصمد } قد ذكر أنه أحد ، وذكر أنه الصمد في تحقيق ما وصف من الأحدية ، وهو ، والله أعلم ، أنه أخرج جميع من سواه حتى تحقق قصد جميع من سواه بالحاجات إليه بالكون في الخلقة ، وفي الصلاح بعد الكون ، وفي الذي به الدوام بعد الوجود ، والوجود بعد العدم ، ما احتمل الوجود دونه ، ولا البقاء إلا به ، أحاطت الحاجات بكل ليكون له الغنى عن الكل في الوجود والبقاء ليتحقق أنه الموجود بذاته، والباقي بذاته والمتعالي بذاته عن معنى وجود غيره ، سبحانه ، وهو ما ذكرنا من عجز الألسن عن البيان عنه بالعبارة إلا على التقريب إلى الأفهام بالمجعول من آثار هوية ألوهيته في جميع الأنام .

جهود الإمام الغزالي في التفسير 505 هـ :

الصمد : الغني المحتاج إليه غيره ، وهذا دليل على أن الله تعالى [ أحدي ] الذات وواحد ؛ لأنه لو كان له شريك في ملكه لما كان صمدا غنيا يحتاج إليه غيره ؛ بل كان هو أيضا يحتاج إلى شريكه في المشاركة والتثنية ، ولو كان له أجزاء تركيب واحد لما كان صمدا يحتاج إليه غيره ؛ بل هو محتاج في قوامه ووجوده إلى أجزاء تركيبه وحده ، فالصمد دليل على الواحدية والأحدية .

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

و { الصمد } فعل بمعنى مفعول ، من صمد إليه إذا قصده ، وهو السيد المصمود إليه في الحوائج . والمعنى : هو الله الذي تعرفونه وتقرّون بأنه خالق السموات والأرض وخالقكم ، وهو واحد متوحد بالإلهية لا يشارك فيها ، وهو الذي يصمد إليه كل مخلوق ، ولا يستغنون عنه ، وهو الغني عنهم ....

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

و{ الصمد } في كلام العرب السيد الذي يصمد إليه في الأمور ، ويستقل بها ، .... وبهذا تفسر هذه الآية ؛ لأن الله جلت قدرته هو موجود الموجودات ، وإليه تصمد ، وبه قوامها ، ولا َغِنَّي بنفسه إلا هو تبارك وتعالى. ...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

يقتضي أن لا يكون في الوجود صمد سوى الله ، وإذا كان الصمد مفسرا بالمصمود إليه في الحوائج ، أو بما لا يقبل التغير في ذاته لزم أن لا يكون في الوجود موجود هكذا سوى الله تعالى ، فهذه الآية تدل على أنه لا إله سوى الواحد ، فقوله : { الله أحد } إشارة إلى كونه واحدا ، بمعنى أنه ليس في ذاته تركيب ولا تأليف بوجه من الوجوه ، وقوله : { الله الصمد } إشارة إلى كونه واحدا ، بمعنى نفي الشركاء والأنداد والأضداد .

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ الله } أي الذي ثبتت إلهيته وأحديته ، لا غيره ، { الصمد } الذي تناهى سؤدده المطلق في كل شيء إلى حد تنقطع دونه الآمال ، فكان بحيث لا يحتاج إلى شيء ، وكل شيء إليه محتاج .....قال الإقليشي : فعلى هذا- أي أنه الذي يلجأ إليه ويعتمد عليه لتناهي سؤدده - يتشعب من صفة الصمد صفات السؤدد كلها ، من الجود ، والحلم وغير ذلك ، وإذا قلنا : إن الصمد العالي تشعبت منه صفات التعالي كلها من العزة والقهر والعلو ونحوها .... والأحد الذي لا نظير له . فاسمه الصمد يتضمن اتصافه بصفات الكمال ونفي النقائص عنه ، واسمه الأحد يتضمن أنه لا مثل له ....