وقولُهُ تعالَى : { الله الصمد } مبتدأٌ وخبر ، والصمدُ فَعَلٌ بمَعْنَى مفعولٍ ، منْ يُصمدُ إليهِ إذَا قَصَدَهُ ، أيْ هُوَ السيدُ المصمودُ إليهِ في الحوائجِ ، المُسْتغني بذاتِهِ ، وَكُلَّ ما عداهُ محتاجٌ إليهِ في جميعِ جهاتِهِ . وقيلَ : الصمدُ الدائمُ الباقِي الذي لَمْ يزلْ وَلاَ يزالُ ، وقيلَ : الذي يفعلُ مَا يشاءُ ، ويَحكمُ مَا يريدُ ، وتعريفُهُ لعلمِهِم بصمديتِهِ ، بخلافِ أحديَتِهِ ، وتكريرُ الاسمِ الجليلِ للإشعارِ بأنَّ منْ لم يتصفْ بذلكَ فهوَ بمعزلٍ منَ استحقاقِ الألوهيةِ ، وتعريةُ الجملةِ عنِ العاطفِ ؛ لأنَّها كالنتيجةِ للأولى بيَّنَ أولاً ألوهيَتَهُ عزَّ وجلَّ المستتبعةَ لكافةِ نعوتِ الكمالِ ، ثمَّ أحديتَهُ الموجبةَ تنزهَّهُ عنْ شائبةِ التعددِ والتركيبِ بوجهٍ منَ الوجوهِ ، وتوهمِ المشاركةِ في الحقيقةِ وخواصِّهَا ، ثُمَّ صمديتَهُ المقتضيةَ لاستغنائِهِ الذاتِيِّ عَمَّا سواهُ ، وافتقارِ جميعِ المخلوقاتِ إليهِ في وجودِهَا وبقائِهَا وسائرِ أحوالِهَا تحقيقاً للحقِّ ، وإرشاداً لهُم إلى سننهِ الواضحِ ، ثُمَّ صرحَ ببعضِ أحكامٍ جزئيةٍ مندرجةٍ تحتَ الأحكامِ السابقةِ فقيلَ { لَمْ يَلِدْ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.