السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ} (2)

وقوله تعالى : { الله } ، أي : الذي ثبتت إلهيته وأحديته لا غيره مبتدأ خبره { الصمد } وأخلى هذه الجملة عن العاطف ؛ لأنها كالنتيجة للأولى ، أو الدليل عليها . والصمد : السيد المصمود إليه في الحوائج ، والمعنى : هو الله الذي تعرفونه ، وتقرّون بأنه خالق السموات والأرض وخالقكم ، وهو واحد متوحد بالإلوهية ، ولا يشارك فيها ، وهو الذي يصمد إليه كل مخلوق لا يستغنون عنه ، وهو الغني عنهم .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما : الصمد هو الذي لا جوف له ، وقال الشعبي : هو الذي لا يأكل ولا يشرب ، وقال الربيع : هو الذي لا تعتريه الآفات ، وقال مقاتل بن حبان : هو الذي لاعيب فيه ، وقال قتادة : هو الباقي بعد فناء خلقه ، وقال سعيد بن جبير : هو الكامل في جميع صفاته وأفعاله ، وقال السدّي : هو المقصود إليه في الرغائب المستغاث به عند المصائب . تقول العرب : صمدت فلاناً أصمده صمداً -بسكون الميم- إذا قصدته .