تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{ هل في ذلك قسم لذي حجر } يعني إن في ذلك القسم كفاية لذي اللب ، يعني ذا العقل ، فيعرف عظم هذا القسم ، فأقسم الله { إن ربك لبالمرصاد } [ الفجر :14 ] . ...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وإنما عُنِي بذلك : إن في هذا القسم مكتفًى لمن عقل عن ربه ، مما هو أغلظ منه في الأقسام . فأما معنى قوله : "لِذِي حِجْرٍ" : فإنه لذي حِجًى وذي عقل ...
الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :
{ لِّذِى حِجْرٍ } عقل، سمّي بذلك لأنّه يحجر صاحبه ممّا لا يحلّ ولا يجمل كما سمّي عقلاً ؛ لأنّه يعقله عن القبائح والفضائح ، ونهيٌ لأنّه نهى عمّا لا ينبغي ، ...
تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :
وقال الفراء : " لذي حجر " أي : لمن كان ضابطا لنفسه قاهرا لهواه . ويقال : " لذي حجر " أي لذي حكم...
قوله : { هل في ذلك قسم } استفهام، والمراد منه التأكيد كمن ذكر حجة باهرة ، ثم قال : هل فيما ذكرته حجة ؟ والمعنى أن من كان ذا لب علم أن ما أقسم الله تعالى به من هذه الأشياء فيه عجائب ودلائل على التوحيد والربوبية ، فهو حقيق بأن يقسم به لدلالته على خالقه ...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{ هل في ذلك } أي المذكور مع ما له من عليّ الأمر وواضح القدر { قسم } أي كاف مقنع { لذي } أي صاحب { حجر } أي عقل فيحجره ويمنعه عن الهوى في درك الهوى ، فيعليه إلى أوج الهدى ، في درج العلا ، حتى يعلم أن الذي فعل ما تضمنه هذا القسم لا يتركه سدى ، وأنه قادر على أن يحيى الموتى ...
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
{ لِّذِي حِجْرٍ } : لذي عقل ولبّ .
{ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ } أي لذي لبٍّ وعقل ، يفكر جيّداً بكل الأمور التي تطرح عليه ليميز الحق من الباطل ، وليؤكد الفكرة الثابتة التي يؤكدها الله بقسمه ، لأنها تمثل الحقيقة الحاسمة ، وهي أن الله لن يترك الطغيان وأهله في سلامٍ على الأرض ، ولكنه يعذبهم ويزلزل قواعدهم بعذابه بطريقته الخاصة ، وأنه يختبر عباده بالغنى والفقر ، ليميز الشاكر من الكافر ، والصابر من الجازع ، وليعطي لكل ذي حق ثوابه ، ولكل ذي باطلٍ عقابه .
وقال مقاتل : " هل " هنا في موضع إن . تقديره : إن في ذلك قسما لذي حجر . ف " هل " على هذا ، في موضع جواب القسم . وقيل : هي على بابها من الاستفهام الذي معناه التقرير ، كقولك : ألم أنعم عليك ، إذا كنت قد أنعمت . وقيل : المراد بذلك التأكيد لما أقسم به وأقسم عليه . والمعنى " : بل في ذلك مقنع لذي حجر . والجواب على هذا : " إن ربك لبالمرصاد " [ الفجر :14 ] . أو مضمر محذوف .
قوله تعالى : " لذي حجر " أي لذي لب وعقل . قال الشاعر :
وكيف يُرجَّى أن تتوبَ وإنما *** يُرَجَّى من الفتيان من كان ذا حِجْرِ
كذا قال عامة المفسرين ، إلا أن أبا مالك قال : " لذي حجر " : لذي ستر من الناس . وقال الحسن : لذي حلم . قال الفراء : الكل يرجع إلى معنى واحد : لذي حجر ، ولذي عقل ، ولذي حلم ، ولذي ستر ، الكل بمعنى العقل . وأصل الحجر : المنع . يقال لمن ملك نفسه ومنعها : إنه لذو حجر ، ومنه سمي الحجر ، لامتناعه بصلابته : ومنه حجر الحاكم على فلان ، أي منعه وضبطه عن التصرف ؛ ولذلك سميت الحجرة حجرة ، لامتناع ما فيها بها . وقال الفراء : العرب تقول : إنه لذو حجر : إذا كان قاهرا لنفسه ، ضابطا لها ، كأنه أخذ من حجرت على الرجل .
ولما كان هذا قسماً عظيماً في ذكر تلك الليالي المتضمن لذكرتلك المشاعر وما فيها من الجموع والبكاء والخضوع كما قال أبو طالب في قصيدته اللامية المشهورة :
وليلة جمع والمنازل من منى *** وهل فوقها من حرمة ومنازل
وفي تذكيره بالبعث ودلالته عليه دلالة عقلية واضحة بالإيجاد بعد الإعدام مع ما لهذه الأشياء في أنفسها وفي نفوس المخاطبين بها من الجلالة ، نبه على ذلك سبحانه وتعالى بقوله : { هل في ذلك } أي المذكور مع ما له من عليّ الأمر وواضح القدر { قسم } أي كاف مقنع { لذي } أي صاحب { حجر * } أي عقل فيحجره ويمنعه عن الهوى في درك الهوى ، فيعليه إلى أوج الهدى ، في درج العلا ، حتى يعلم أن الذي فعل ما تضمنه هذا القسم لا يتركه سدى ، وأنه قادر على أن يحيى الموتى ، قال ابن جرير : يقال للرجل إذا كان مالكاً نفسه قاهراً لها ضابطاً : إنه لذو حجر - انتهى ، فمن بلغ أن يحجره عقله عن المآثم ويحمله على المكارم فهو ذو حجر .
وقال الإمام أبو جعفر ابن الزبير : ابتدأ سبحانه لمن تقدم ذكره وجهاً آخر من الاعتبار ، وهو أن يتذكروا حال من تقدمهم من الأمم وما أعقبهم تكذيبهم واجترامهم فقال : { ألم تر كيف فعل ربك بعاد } إلى قوله : { إرم ذات العماد } إلى قوله : { إن ربك لبالمرصاد } أي لا يخفى عليه شيء من مرتكبات الخلائق ولا يغيب عنه ما أكنوه
{ سواء منكم من أسر القول ومن جهر به } [ الرعد : 10 ] فهلا اعتبر هؤلاء بما يعاينونه ويشاهدونه من خلق الإبل ورفع السماء ونصب الجبال وسطح الأرض ، وكل ذلك لمصالحهم ومنافعهم ، فالإبل لأثقالهم وانتقالهم ، والسماء لسقيهم وإظلالهم ، والجبال لاختزان مياههم وأقلالهم ، والأرض لحلهم وترحالهم ، فلا بهذه الأمور كلها استبصروا ، ولا بمن خلا من القرون اعتبروا ، { ألم تر كيف فعل ربك بعاد } على عظيم طغيانها وصميم بهتانها { إن ربك لبالمرصاد } فيتذكرون حين لا ينفع التذكر { إذا دكت الأرض دكاً وجاء ربك والملك صفاً صفاً وجيء يومئذ بجهنم ، يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى } - انتهى .
قوله : { هل في ذلك قسم لذي حجر } هل ، استفهام يراد به التقرير . وقيل : التأكيد لما أقسم به . والمعنى : هل فيما أقسمت به من هذه الخلائق مقتنع لذي عقل . أو هل في إقسامي بهذه المذكورات إقسام مقنع لذي حجر ، أي عقل . والمقسم عليه محذوف وتقديره : لتبعثن ، أو لتعذبن{[4808]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.