جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير . وقالوا : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن . إن ربنا لغفور شكور . الذي أحلّنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ) . .
إن المشهد يتكشف عن نعيم مادي ملموس ، ونعيم نفسي محسوس . فهم ( يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير ) . . وذلك بعض المتاع ذي المظهر المادي ، الذي يلبي بعض رغائب النفوس . وبجانبه ذلك الرضا وذلك الأمن وذلك الاطمئنان :
الرابعة- قوله تعالى : " جنات عدن يدخلونها " جمعهم في الدخول لأنه ميراث ، والعاق والبار في الميراث سواء إذا كانوا معترفين بالنسب ، فالعاصي والمطيع مقرّون بالرب . وقرئ : " جنة عدن " على الإفراد ، كأنها جنة مختصة بالسابقين لقلتهم ، على ما تقدم . و " جنات عدن " بالنصب على إضمار فعل يفسره الظاهر ، أي يدخلون جنات عدن يدخلونها . وهذا للجميع ، وهو الصحيح إن شاء الله تعالى . وقرأ أبو عمرو " يُدخلونها " بضم الياء وفتح الخاء . قال : لقوله " يحلون " . وقد مضى في " الحج " الكلام في قوله تعالى : " يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير " {[13159]} .
قوله : { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا } جنات إقامة دائمة يدخلها هؤلاء الذين اصطفيناهم وأورثناهم الكتاب ، جزاء بما عملوا من الطاعات ومجانبة المعاصي ثم { يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ } أي يلبسون في جنات الخلد والإقامة المستديمة أسورة من ذهب كان لبسها محرما عليهم في الدنيا . وكذلك اللؤلؤ والحرير لباس لهم في الجنة ، يتنعمون بهما ويجدون بهما من حسن الهيئة وجمال المنظر ما يزيدهم حبورا وابتهاجا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.