4- تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر .
أي : تنزل الملائكة وجبريل عليه السلام أمين الوحي من السماء ، حيث يستأذنون من ربهم في النزول إلى الأرض إكراما للمؤمنين ، فيأذن لهم ، ومعهم كل قضاء وأمر قضى الله أن يتم ظهوره وتحققه في هذه السنة ، من ليلة القدر إلى ليلة القدر القادمة ، وهي أمور غيبية نستفيد منها أن الملائكة تنزل من السماء إلى الأرض ، وتنتشر في الأرض ، وقيل : تنزل الملائكة ومعها أربعة ألوية ، فتضع لواء عند الكعبة ، ولواء عند بيت المقدس ، ولواء عند مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولاء عند طور سيناء ، حيث كلّم الله موسى عليه السلام ، وتنتشر الملائكة بنوازع الخير والبر ، والبركة والرحمة ، والهداية والسلام والأمان لكل مؤمن ومؤمنة ، فالموفّقون من تطهّروا وقاموا بإحياء الليل ، وتلاوة القرآن ، وإخراج الصدقة ، والجهاد في سبيل الله ، والعمل على إعزاز دين الله ، وجمع كل كلمة المسلمين .
{ تنزل الملائكة . . . } أي ومن فضلها وخيرها أن الملائكة – ومنهم جبريل عليه السلام – ينزلون فيها أفواجا إلى الأرض بأمره تعالى ، بكل أمر من الخير والبركة ، على كل مسلم قائم أو قاعد يذكر الله تعالى فيها ؛ تعبدا لله تعالى وشكرا على أفضل نعمة على المسلمين ، وهي إنزاله القرآن وبعثه الرسول والتوفيق للإيمان برب العالمين . ف " من " بمعنى الباء ، كما ذكره أبو حاتم . وعطف " الروح " على " الملائكة " عطف خاص لشرفه وتقدمه .
{ تَنَزَّلُ الملائكة والروح فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ }
تنزِل الملائكة وجبريلُ إلى الأرض في تلك الليلة بإذنِ ربهم مع بركات الله ورحمته . فهي بمثابة عيدٍ للمسلمين لنزول القرآن فيها ، وليلةُ شكر على الإحسانِ والإنعام بذلك . وتُشاركهم فيها الملائكة مما يُشعِر بعظمتها وبقَدْرِ الإنسان كَخليفةٍ لله على الأرض .
ولما عظمها ، ذكر وجه العظم ليكون إعلاماً بعد إبهام ، وهو أوقع في النفس ، فقال مستأنفاً : { تنزل } أي تنزلاً متدرجاً هو أصلاً على غاية ما يكون من الخفة والسرعة بما أشار إليه حذف التاء { الملائكة } أي هذا النوع العظيم الذي هو خير كله { والروح } أي جبريل عليه الصلاة والسلام ، خصه بياناً لفضله أو هو مع أشراف الملائكة ، أو هو خلق أكبر من الملائكة ، أو هو أمر تسكن إليه نفوس العارفين ، ويحصل به اليمن والبركة { فيها } وأشار إلى خفاء ذلك التنزل بإسقاط تاء التنزل مع ما تقدم من الإشارات ، ودل على زيادة البركة في ذلك التنزل وعظيم طاعة الملائكة بقوله : { بإذن ربهم } أي بعلم المحسن إليهم المربي لهم وتمكينه ، وتنزلهم إلى الأرض أو السماء الدنيا أو تقربهم من المؤمنين ، متبدىء تنزلهم { من كل أمر * } أي الأمور الكلية التي يفرقون فيها بإذن الله تفاصيل الأمور التي يريدها سبحانه في ذلك العام في أوقاتها من تلك الليلة إلى مثلها من العام المقبل ، أو من أجل تقدير كل شيء يكون في تلك السنة ، وعبر عن الشيء بالأمر إعلاماً بأنهم لا يفعلون شيئاً إلاّ بأمره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.