تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ} (4)

الآيتان 4و5 : وقوله تعالى : { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر } { سلام هي حتى مطلع الفجر } .

قال بعضهم : الروح هاهنا جبرائيل كقوله تعالى : { نزل به الروح الأمين } ( الشعراء : 193 ) وقال بعضهم : خلق موكلون بالملائكة كما أن الملائكة موكلون ){[23891]}ببني آدم .

وجائز أن يكون الروح هنا هو الرحمة ، أي تنزل الملائكة بالرحمة على ما سميت مباركة بما تنزل فيها من البركات .

ثم اختلفوا في قوله : { فيها } قال بعضهم : أي في تلك الليلة تنزل الملائكة والروح ، وقيل : { فيها } أي في الملائكة .

وقوله تعالى : { بإذن ربهم } أي ينزلون بإذن ربهم .

وقوله تعالى : { من كل أمر } قال بعضهم : أي بكل أمر يقدر في تلك السنة على الأرض . وكذا قال القتبي : { من كل أمر } { سلام } وقيل : { من كل أمر } يدبره الله تعالى ، أي الملائكة ، لا علم لهم في ما يقدر الله تعالى إلا أن يطلعهم عليه ، فكأنهم يطلعون على ( ما ){[23892]} يقدر في تلك السنة من الأمور ، فينزلون بها بأمر الله تعالى .


[23891]:من م، ساقطة من الأصل
[23892]:من م،/ ساقطة من الأصل