الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ} (4)

و{ والروح } : هو جِبْرِيلُ عليه السلامُ ، وقيل هو صِنْفٌ حَفَظَةٌ لِلْمَلاَئِكَةِ ، قال الفخر : وذكروا في الرُّوح أقوالاً : أَحدُها : أنه ملَكٌ عظيم لو الْتَقَمَ السماوات [ والأَرْضَ ] كانَ ذلكَ لَه لُقْمةً وَاحِدَةً . وقِيلَ : الرُّوحُ : طَائِفةٌ من الملائِكَةِ لاَ يَراهُمُ المَلاَئِكَةُ إلا ليلةَ القَدْرِ ، كالزُّهَادِ الذين لا نَراهم إلا يَوْم العِيد . وقيل : خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ يأكُلُون [ وَيَشْرَبُونَ ] وَيَلْبَسُون ، لَيْسُوا من الملائِكَةِ ، ولا من الإنْسِ ، ولعلهم خَدَمُ أَهْلِ الجَنَّةِ . وقيل : الروحُ أشْرَفُ الملائِكَةِ . وقال ابن أبي نجيح : الروحُ همُ الحفَظَةُ الكرامُ الكاتِبُونَ . والأصَح أنَّ الروحَ هاهنا هو جبريلُ ، وتخصيصُه بالذكر لزِيَادَةِ شرفِه ، انتهى .

وقوله تعالى : { بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ } الثعلبيُّ أي : بكل أمْرٍ قدَّرَه اللَّهُ وقضاه في تلكَ السنةِ إلى قَابِل ؛ قاله ابن عباس .