الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ} (4)

قوله : { وَالرُّوحُ فِيهَا } : يجوزُ أَنْ يرتفعَ " الرُّوحُ " بالابتداءِ ، والجارُّ بعدَه الخبرُ ، وأن يرتفعَ بالفاعليةِ عطفاً على الملائكةِ ، و " فيها " متعلِّقٌ ب " تَنَزَّلُ "

قوله : { بِإِذْنِ رَبِّهِم } : يجوزُ أَنْ يتعلَّقَ ب " تَنَزَّلُ " وأَنْ يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنَّه حالٌ من المرفوع ب " تَنَزَّلُ " أي ملتبساً بإذن ربِّهم .

قوله : { مِّن كُلِّ أَمْرٍ } يجوزُ في " مِنْ " وجهان ، أحدهما : أنها بمعنى اللام . ويتعلَّقُ ب " تَنَزَّلُ " ، أي : تَنَزَّلُ مِنْ أجلِ كلِّ أمرٍ قُضي إلى العامِ القابل ، والثاني : أنَّها بمعنى الباء ، أي : تتنزَّلُ بكلِّ أمرٍ ، فهي للتعدية ، قاله أبو حاتم . وقرأ العامَّةُ " أَمْرٍ " واحدُ الأمور . وابن عباس وعكرمة والكلبي " امْرِئٍ " مُذ‍كَّرُ امرأة ، أي : مِنْ أجلِ كلِّ إنسانٍ . وقيل : مِنْ أجل كلِّ مَلَكٍ ، وهو بعيدٌ . وقيل : " مِنْ كلِّ أَمْرٍ " ليس متعلقاً ب " تَنَزَّلُ " إنما هو متعلِّقٌ بما بعده ، أي : هي سلامٌ مِنْ كلِّ أمرٍ مَخُوفٍ ، وهذا لا يتمُّ على ظاهرِه ؛ لأنَّ " سَلامٌ " مصدرٌ لا يتقدَّم عليه معمولُه ، وإنما المرادُ أنَّه متعلِّقٌ بمحذوفٍ يَدُلُّ عليه هذا المصدرُ .