فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ} (4)

{ تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم } هي مستأنفة مبينة لوجه فضلها ، موضحة للعلة التي صارت بها خيرا من ألف شهر ، وهذا هو الوجه الثاني ، والمعنى متلبسين بإذن ربهم ، والإذن الأمر ، ومعنى تنزل تهبط من السموات إلى الأرض ، والروح هو جبريل عند جمهور المفسرين ، أي ومعهم جبريل ، ووجه ذكره بعد دخوله في الملائكة التعظيم له والتشريف لشأنه ، وقيل : الروح صنف من الملائكة هم أشرافهم ، وقيل : هم جند من جنود الله من غير الملائكة ، وقيل : الروح الرحمة .

وقد تقدم الخلاف في الروح عند قوله { يوم يقوم الروح والملائكة صفا } قرأ الجمهور { تنزل } بفتح التاء ، وقرئ بضمها على البناء للمفعول .

{ من } أجل { كل أمر } من الأمور التي قضى الله بها في تلك السنة ، وقيل : إن من بمعنى اللام ، أي لكل أمر ، وقيل : هي بمعنى أي بكل أمر ، فهي للتعدية ، قاله أبو حاتم .

قرأ الجمهور " أمر " ، وهو واحد الأمور ، وقرئ " امرئ " مذكر امرأة ، أي من أجل كل إنسان .

وتأولها الكلبي على أن جبريل ينزل مع الملائكة فيسلمون على كل إنسان ، ف { من } على هذا بمعنى على ، والأول أولى .

وقد تم الكلام عند قوله { من كل أمر }