قوله : { تَنَزَّلُ الملائكة } ، أي : تهبط من كل سماء إلى الأرض ، ويؤمنون على دعاء النَّاس إلى وقت طلوع الفجر ، وقوله تعالى : { والروح فِيهَا } . يجوز أن ترتفع «الرُّوحُ » بالابتداء ، والجار بعده الخبر ، وأن ترتفع بالفاعلية عطفاً على الملائكة ، و «فيها » متعلق ب «تنزل » ، وأن يكون معطوفاً على الفاعل ، و«فِيهَا » ظرف أو حال ، والمراد بالروح جبريل عليه السلام .
[ وحكى القشيري : أن الروح صنف من الملائكة ؛ جعله حفظة على سائرهم ، وأن الملائكة لا يرونهم كما لا نرى نحن الملائكة .
وقال مقاتل : هم أشرف الملائكة ، وأقربهم إلى الله تعالى{[60583]} .
وقيل : هم جند الله - تعالى - غير الملائكة ، رواه ابن عبَّاس مرفوعاً ، حكاه الماوردي .
وقيل : الروح خلق عظيم يقوم صفاً واحداً ، والملائكة صفاً ]{[60584]} .
وقيل : «الرُّوحُ » : الرحمة ينزل بها جبريل عليه السلام مع الملائكة في هذه الليلة على أهلها ، بدليل قوله تعالى : { يُنَزِّلُ الملائكة بالروح مِنْ أَمْرِهِ على مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } [ النحل : 2 ] ، أي : بالرحمة فيها ، أي : في ليلة القدر .
قوله : { بِإِذْنِ رَبِّهِم } . يجوز أن يتعلق ب «تَنَزَّلُ » ، وأن يتعلق بمحذوف على أنه حال من المرفوع ب «تَنَزَّل » أي : ملتبساً بإذن ربهم .
قوله : { مِّن كُلِّ أَمْرٍ } . يجوز في «مِنْ » وجهان :
أحدهما : أنها بمعنى اللام ، وتتعلق ب «تَنزَّلُ » ، أي : تنزل من أجل كل أمر قضي إلى العام القابل .
الثاني : أنها بمعنى الباء ، أي : تنزل بكل أمر ، فهي للتعدية ، قاله أبو حاتم .
وقرأ العامة : «أمْرٍ » واحد الأمور .
وقرأ ابن عباس ، وعكرمة{[60585]} ، والكلبي : «مِنْ كُلِّ امْرئٍ » ، أي : من أجل كل إنسانٍ .
قال القرطبيُّ{[60586]} : وتأولها الكلبي على أن جبريل - عليه السلام - ينزل فيها مع الملائكة ، فيسلمون على كُلِّ امرئ مسلم ، ف «مِنْ » بمعنى «عَلَى » .
وقيل : من أجل كل ملك ، وهو بعيد .
وقيل : «مِنْ كُلِّ أمْرٍ » ليس متعلقاً ب «تَنَزَّلُ » إنما هو متعلق بما بعده ، أي : هي سلام من كل أمر مخوف ، وهذا لا يتم على ظاهره ؛ لأن «سلام » مصدر لا يتقدم عليه معموله ، وإنما المراد أنه متعلق بمحذوف يدل عليه هذا المصدر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.