بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ} (4)

ثم قال عز وجل : { تَنَزَّلُ الملائكة والروح فِيهَا } يعني : تتنزل الملائكة من كل سماء ، ومن سدرة المنتهى ، وهو مسكن جبريل على وسطها عليه السلام ، فينزلون إلى الأرض ، ويدعون الخلق ، ويؤمنون بدعائهم ، إلى وقت طلوع الفجر . وذلك قوله : { تَنَزَّلُ الملائكة والروح فِيهَا } يعني : جبريل معهم ، وذكر في الخبر أن جبريل عليه السلام وقف على سطح الكعبة ، ونشر جناحيه أحدهما يبلغ المشرق ، والآخر يبلغ المغرب . وقال بعضهم : «الروح » خلق يشبه الملائكة ، وجهه يشبه وجه بني آدم عليه السلام . وقال بعضهم : هو ما قال الله تعالى { وَيَسْألُونَكَ عَنِ الروح قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبِّى وَمَآ أُوتِيتُم مِّن العلم إِلاَّ قَلِيلاً } [ الإسراء : 85 ] وقال مجاهد : ما نزل ملك إلا ومعه روح ، ولهم أيد وأرجل ، وهم موكلون على الملائكة ، كما أن الملائكة موكلون على بني آدم .

ثم قال عز وجل : { بِإِذْنِ رَبّهِمْ } يعني : ينزلون بأمر ربهم { مّن كُلّ أَمْرٍ سلام } يعني : تلك الليلة من كل أمر .