التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ} (4)

{ تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم } الروح هنا جبريل عليه السلام ، وقيل : صنف من الملائكة لا تراهم الملائكة إلا تلك الليلة ، وتنزلهم هو إلى الأرض ، وقيل : إلى السماء الدنيا ، وهو تعظيم لليلة القدر ، ورحمة للمؤمنين القائمين فيها .

{ من كل أمر } هذا متعلق بما قبله ، والمعنى أن الملائكة ينزلون ليلة القدر من أجل كل أمر يقضي الله في ذلك العام ، فإنه روي أن الله يعلم الملائكة بكل ما يكون في ذلك العام من الآجال والأرزاق وغير ذلك ليمتثلوا ذلك في العام كله ، وقيل على هذا المعنى : إن " من " بمعنى " الباء " ، أي : ينزلون بكل أمر ، وهذا ضعيف ، وقيل : إن المجرور يتعلق بعده ، والمعنى أنها سلام من كل أمر ، أي : سلامة من الآفات . قال مجاهد : لا يصيب أحد فيها داء ، والأظهر أن الكلام تم عند قوله : { من كل أمر } ، ثم ابتدأ قوله : { سلام هي } .